بالنظر إلى أهمّية التغيّرات التي طرأت على المنظومة التعليميّة، نتيجة التطوّر التقاني والتحوّلات الكبرى في احتياجات سوق العمل؛ برزت الحاجة الماسّة إلى إعداد المعلّم علميًّا ومهنيًّا وثقافيًّا، وتأهيله بمعارف المستقبل، وتنمية مهاراته المختلفة، في شتّى ما وصل إليه العقل البشري الحديث.
وحيث إنّ كلّية التربية هي من تهتم بممارسة هذا الدّور، بإعداد هذا المعلّم عبر أقسامها في العلوم الإنسانيّة والتطبيقيّة المختلفة؛ لينخرط بعد سنوات في الميدان التربوي والتعليمي، وذلك بتصميم برامج متخصّصة، تؤهّله بعد التخرّج؛ للعمل بفعاليّة واقتدار في مجالات محدّدة، تسهم في تطوير المجتمع، وتكسبه خبرة عمليّة واقعيّة في بيئات تعليميّة متنوّعة؛ فإنّ نجاح تلك البرامج، يقتضي منها وضع أساسات قويّة متينة، تدعم أقسامها العديدة؛ لإنجاز تلك الأدوار في إعداد المعلّم وتأهيله، وفقًا لتوجّهات التربية في الجودة الشاملة.
ويأتي إنشاء " القسم العام " استجابةً لهذه التوجّهات في تحقيق الجودة المنشودة، فهو يعدّ الركيزة الأساس، والمرحلة التمهيديّة التي تبني القاعدة المعرفيّة الرّصينة للمتعلّم، من خلال المساقات العامّة التي يقدّمها له؛ ليهيّئه لاختيار الاختصاص المناسب، واستقبال ما يحوي من معارف جديدة.
انطلاقًا من هذه الرؤية؛ اقتضت السياسة التعليميّة التي وضعتها كلّية التربية في جامعة سرت، أن تستحدث إنشاء القسم العام تحقيقًا لأهدافها المنشودة، في الرفع من مستوى مخرجاتها، في إعداد المعلّمين الأكفياء علميًّا ومهنيًّا، وتزويد المجتمع التعليمي بقادة تربويّين، يتّسمون بالتميّز وإتقان المهارات التي تفي بمتطلّبات الحاضر، وتستشرف احتياجات مدارس المستقبل.
فمرحبًا بكم في هذا الرواق؛ رواق القسم العام بكلّية التربية / جامعة سرت...