الأنشطة والمؤتمرات |  ملفات تهمك |  الأسئلة الشائعة  

منذ أن رتّل رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) القرآن الكريم على قومه بلسان عربي مبين ، تأكدت رابطة وثيقة بين العربية والإسلام ، كانت ذات دلالة عظيمة النتائج في مستقبل هذه اللغة فقد أصبحت العربية منذ ذلك الوقت لغة الدين والحضارة والحياة.

     وهذا يؤكد أهمية اللغة العربية فهي تعد أبرز ملامح ثقافة أمتنا العربية والإسلامية المعبر الصادق عن تاريخها العريق وتراثها المجيد ، إنها سجل أمين لحضارة الأمة وشاهد على إبداع أبنائها.

     ولا شك أن العربية أغنى اللغات الحية من حيث خصائصها التركيبية والجمالية ومن حيث دورها الحضاري على مر العصور وما تحمله من عناصر وسمات التجدد والتطور والارتقاء في عصر العولمة ، عصر التنافس اللغوي والتطور العلمي المتسارع.

     والحق أن دور اللغة لم يقتصر على التربية والتعليم والثقافة، وكونها أداة للتفاهم والتعبير عن الفكر واكتساب المعرفة، وهو الدور الذي لعبته اللغة دوما على مر العصور،فقد تجددت للغة أدوار أخرى، إذ ازدادت مساهمتها في تشكيل النتاج المعرفي، والإبداعي، والاقتصادي، والسياسي؛ وفي تحديد العلاقات التي تربط المجتمع بغيره من المجتمعات، وهو ما يحدد ثقله الاستراتيجي في عصر المعلومات والتطور العلمي.

وانطلاقاً من حقيقة أن اللغة هي هوية الأمة، والمعبر عن ذاتها وشخصيتها، وعلى أساس أن أي تحدٍ لثقافة أمة ينطوي على تحد للغتها، فإن اللغة العربية تواجه اليوم تحديات كبيرة، ولا ينبغي أن نتجاهل أننا نعيش في عصر تتمازج فيه الثقافات والحضارات والأفكار، ويبلغ هذا التمازج مستويات تفوق كل ما عرف سابقاً في تاريخ الإنسانية الطويل،  وإزاء هذه التحديات يصعب التخلف والانعزال عن مواكبة ركب الحضارة في عصر المعلومات، وهذا يفرض مزيداً من تقوية الفعالية العصرية للغة العربية، وإثبات قدرتها على مسايرة التقدم العلمي،والتكنولوجي،  والحضور  الفاعل  في  مضمار  الحوار الثقافي، والحضاري، مع ضرورة الارتقاء باللغة العربية لتكون في مستوى تطور الفكر، والعلم،والحياة في ظل  وعي حضاري رشيد،  وامتلاك  عتاد  معرفي واسع، بعد  أن  أصبحت اللغة ساحة ساخنة للتداخل العلمي، والتربوي، والإعلامي، والتكنولوجي، كما لا غنى عن تطوير إمكانات اللغة العربية، وتشجيع كل محاولة تتجه إلى هذا الغرض،وذلك في إطار خطة استراتيجية واضحة للنهوض، والارتقاء على المستوى اللغوي، والعلمي، والحضاري.

ومن هذا التوجه تتجسد عناية كلية الآداب ، وقسم اللغة العربية بجامعة سرت بالعناية باللغة العربية الفصحى،وتوظيفهافي  المجالات المعرفية  المختلفة، والمحافظة على التراث العربي الإسلامي،ونشره، والاهتمام بالقيم، وتنمية القدرات العلمية المتطورة للطلبة ، وإعداد المتخصصين الأكفاء في اللغة العربية واكتشاف المواهب والإبداعات الأدبية وتشجيعها.

وقد أنشيء قسم اللغة العربية سنة 1990 مع بداية إنشاء كلية الآداب ، وهذه النشأة المبكرة تؤكد أهمية الدور الذي يلعبه القسم في ترسيخ الثقافة العربية الإسلامية ، وهو الدور الذي يزداد أهمية في ظل عصر المعلومات والعولمة.

    وقد أسهم القســــم في تخريج الكفاءات العلميــــة المميزة  في  مجال التخصص ( اللغة العربية وآدابها )  وفي مجال البحث العلمي والدراسات العليا،  وهى كفاءات تقوم  ولا تزال  بواجبها  في  خدمة  الوطن وتنمية المجتمع،  وبناء الإنسان معرفياً، وفكرياً، وتربوياً، ودينياً، تحقيقاً لرسالة العلم، رسالة المؤسسات الأكاديمية التي تمثل صروحاً شامخة من صروح البناء والعطاء في وطننا الحبيب .

 

                                                              رئيس قسم اللغة العربية 

جامعة سرت | الحقوق محفوظة © 2024
Powered by ITC