علم التاريخ هو أقدم العلوم الاجتماعية، ظهر عندما انتقل وعي الإنسان بالزمن إلى الوعي بالتاريخ، وهو ما يتميز به البشر عن الطبيعة التي لا وعي تاريخي لها، ويكتسب هذا العلم أهميته من ماهيته، فهو يعني ما وقع في الماضي، ومن ثم سرد تلك الوقائع لدراستها وتأويلها في محاولة لاستشراف الواقع والمستقبل. ومن ذلك أصبح لا غنى للإنسان ـــــ باعتباره كائناً اجتماعياً ـــــ عن دراسة ماضيه، فينبغي عليه أن يعرف تاريخه وتطوره وتاريخ أعماله وآثاره.
أما علم الآثار فهو دراسة علمية لمخلّفات الحضارة الإنسانية الماضية، تدرس فيه حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والعمائر، والقطع الفنية، والأدوات والفخار والعظام. وقد تكون بعض الاكتشافات مثيرة، مثل قبر فيه حُلي ذهبية، أو بقايا معبد فخم. إلا أن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يكشف بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة الشعوب. وتوثيق أنواع الأكل المستخدمة قديما، ما يكشف أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية.
قسم التاريخ والآثار يعد مؤسسة مرجعية مهمة للقضايا ذات البعد التاريخي التي تحتاجها المصالح العامة والخاصة ولا سيما وأنه يمثل أحد الركائز التي تستند عليها المؤسسة الجامعية. كما أنه يسعى إلى المشاركة الفاعلة في المناسبات الوطنية والدينية وإلى اضفاء روح الحوار والتسامح. كما تهدف الدراسات الأثرية بالقسم إلى كشف مكامن الحضارات الليبية القديمة.
د. صلاح محمد اجبارة